مى
عدد الرسائل : 26 العمر : 37 المزاج : عالى علم بلدك : توقيع : تاريخ التسجيل : 10/01/2008
| موضوع: ابحثعن السعادة .. فأين اجدها ؟ الإثنين 14 يناير 2008 - 2:46 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أكاد أجزم بأن السعادة في الدنيا والآخرة هي أمل وهدف عند الجميع
وكل واحد منا يسعى من أجل تحقيقها بطريقته الخاصة , فمن الناس من تكون سعادته
في سماع الأغاني ومتابعة أعمال أهل الفن , ومنهم من تكون في من متابعة الألعاب وعلى رأسها كرة القدم
ومنهم من تكون في السفر والسياحة , ومنهم من تكون في إشباع الغرائز الشهوانية وإرضاء نفسه ولو بطريقة
غير شرعية كالخوض في العشق والحب والإعجاب والتعلق بغير الله ,ومنهم من تكون سعادته في جمع الأموال
بأي طريقة ولو كانت ربوية , ومنهم من تكون في العمل وعدم الرضوخ للكسل والراحة والدعة؛ فتجده يعمل
ويكد ويتعب ولو على حساب صحته , ومنهم من يجد السعادة في الطاعة ليرضى الله عنه وغالباً ماتكون هذه
الطريقة الأخيرة طريقة التائبون العائدون إلى الله بعد رحلة طويلة من الغوص في وحل المعاصي والمنكرات
التي لايحق فيها حقاً ولاينكر منكراً , فيجد في هذه الطريقة الراحة , راحة الضمير والرضا والإنشراح
والإنبساط الذي طالما بحث عنه فلم يجده في الطرق الأخرى ؛ لأن مافات من طرق للسعادة تُعد طرق وهمية
وقتية سرعان ماتنتهي أو يمًل منها المرء ويكتئب ويتضجر من حاله , وربما كانت هذه الطريقة سبباً لتعاسته
وشقائه مدى الحياة , فكم من مستمع للأغاني جرته لإرتكاب الزنا ومن ثم إنتقال الأمراض ومن ثم النهاية
الماسوية وهي خروجه من الدنيا بمرض ( الإيدز) حمانا الله وإياكم منه .
وكم من متابع شره للألعاب ضيع وقته في لاشيء , فتفوته أمور أفضل وأجل تنفعه في دينه ودنياه فلو سألته
مالذي جنيته من المتابعة لربما وقف أمامك مندهشاً من سؤالك ؛ لأنه لايجد له جواباً !
وهذا لايعني بأنها محرمة ولكن الدين الإسلامي يعلمنا التوزان والتوسط في الأمور- ساعة وساعة- .
وكم من متشبع بالربا جرت عليه الأموال التي جناها الألم والحسرة , كخسارة في مشروع ما , يفقده صحته يرقد
على أثره على السرير الأبيض مدى الحياة والواقع يشهد بهذا.
وكم من شاب وشابة خاضوا في بحور العشق والحب والغرام فعذبوا وبكوا قهراً وحرقة لفراق أو خيانة وغدر
فالسعادة إذاَ تكون في الأمر الذي من أجله خلقنا تكون في التعلق بالله والتوكل عليه والسعي الحثيث من أجل
مرضاته ؛ لأن وجودنا في هذه الدنيا إنما كان من أجل عبادته , فكلما خضع المرء لله وطلب رضاه وكلما تقرب
منه كلما وجد السعادة الحقيقة ؛ لأنه مع الله ( من الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد ) | |
|